شهد الأسبوع الماضي ارتفاعًا تاريخيًا في أسعار الذهب، ونتائج قوية من أكبر البنوك الأمريكية، مقابل استمرار ضغوط على البنوك الإقليمية، وصفقة استحواذ جديدة لبروكفيلد على أوك تري.
أسعار الذهب تسجل قمة تاريخية في تداولات الأسبوع الماضي حيث وصل سعر أونصة الذهب إلى 4,378$ بعد أخبار متزايدة عن طوابير لشراء الذهب في اليابان والصين ودول آسيوية أخرى.
ارتفعت أسعار الذهب أكثر من 100% منذ خبر تجميد أصول البنك المركزي الروسي من قبل الحكومة الأمريكية والحكومات الأوروبية. هذا الخبر تسبب بموجة شراء للذهب من البنوك المركزية الأخرى مثل البنك المركزي الصيني، البنك المركزي الهندي والعديد من البنوك المركزية الأخرى، حيث إن الشراء المتزايد من البنوك المركزية دفع ارتفاعات كبيرة في أسعار الذهب.
على الرغم من دخول البنوك المركزية في الذهب في عام 2023 وعام 2024، لم نرَ دخولًا من المستثمرين الأمريكيين وصناديق الاستثمار، حيث كان صافي شراء الصناديق المتداولة للذهب قليلًا، وخلال بعض الفترات كان سلبيًا. ولكن في عام 2025 أصبحت الصناديق المتداولة تشتري كميات من الذهب، وذلك دفع موجة الارتفاعات الأخيرة.
الذهب سجل ارتفاعًا لتسع أسابيع على التوالي، ووصلت القيمة السوقية لإجمالي الذهب إلى 30 تريليون دولار.
حققت أكبر البنوك الأمريكية نتائج قوية في الربع الثالث، متجاوزة توقعات وول ستريت بدعم من نشاط الأسواق وانتعاش صفقات الاندماج والاستحواذ، ما عزز الإيرادات عبر قطاعات الخدمات المصرفية الاستثمارية وإدارة الأصول والتداول.
سجل جي بي مورغان ارتفاعًا في الأرباح بنسبة 12%، وغولدمان ساكس بنسبة 39% بدعم من ارتفاع رسوم الاستشارات المالية، بينما ارتفعت أرباح مورغان ستانلي بنسبة 45% نتيجة إيرادات قياسية من التداول والخدمات المصرفية الاستثمارية.
كما تجاوز بنك أوف أمريكا التوقعات بارتفاع الدخل الصافي من الفوائد بنسبة 9%، وويلز فارجو بنسبة 9% مدعومًا بزيادة الإنفاق الاستهلاكي واستخدام بطاقات الائتمان.
وتعكس هذه النتائج اقتصادًا أمريكيًا “صامدًا وقويًا”، رغم استمرار مخاطر التضخم والتوترات الجيوسياسية، فيما أظهرت البيانات أن صفقات الاندماج والاستحواذ بلغت 1.26 تريليون دولار خلال الربع الثالث، وهي ثاني أعلى قيمة تاريخيًا.
بدأت تظهر مشاكل اضافية من البنوك الصغيرة الامريكية حيث خلال الاسابيع الماضية افلاس شركة First Brands وشركة Tri Color تسبب بخسارة لعدة بنوك متوسطة وكذلك بنوك كبيرة حيث اعلن بنك UBS عن تسجيل خسارة وكذلك بنك Jefferies اعلن عن خسارة كبيرة بسبب افلاس First Brands.
هذه الخسائر دفعت البنوك الاقليمية لمراجعة محفظة القروض واعلن بنك Zions عن خسارة كبيرة بسبب بعض القروض السيئة. كذلك بنك Western Alliance اعلن ان احد المقترضين خدع البنك ويبدو ان البنك سوف يسجل خسارة كبيرة بسبب القرض.
بعد اعلان البنكين عن هذه المشاكل خصل هبوط موحد لجميع اسهم القطاع حيث مؤشر قطاع البنوك الاقليمية سجل هبوط 6% على رغم ان السوق الأمريكي منخفض فقط 0.5%
المشاكل في القطاع ليست فقط بالقروض التابعة للبنوك، بدأنا نرى هبوط مستمر لشركات ادارة الاموال المخصصة بالإقراض الخاص مثل شركة Blue Owl, Apollo وغيرها من الشركات في القطاع التي تقرض شركات خاصة. كذلك شركات الـBDC والتي هي شركات متداولة متخصصة بالإقراض كذلك بدأت تتداول بخصم مقارنة بقيمتها الدفترية وهذا مؤشر ان الاسواق بدأت ترفع من امكانية التعثر في الشركات الخاصة.
أعلنت شركة بروكفيلد عن اتفاقها للاستحواذ على الحصة المتبقية البالغة 26% في شركة إدارة الأصول الأمريكية أوك تري كابيتال مانجمنت مقابل نحو 3 مليارات دولار، في خطوة تهدف إلى توسيع أعمالها في قطاع الائتمان. وسيتم تمويل الصفقة من خلال بروكفيلد لإدارة الأصول وشركتها الأم بمساهمتين تبلغان 1.6 و1.4 مليار دولار على التوالي.
بعد إتمام الصفقة، ستصبح الولايات المتحدة أكبر سوق لبروكفيلد بأصول تُقدّر بنحو 550 مليار دولار، وتشغيل أكثر من نصف موظفيها وتحقيق ما يقارب نصف إيراداتها. وكانت بروكفيلد قد استحوذت على أغلبية “أوك تري” في عام 2019 مقابل 5 مليارات دولار، لتنشئ كيانًا قويًا في إدارة الأصول البديلة ينافس شركات كبرى مثل بلاكستون.
تُعد “أوك تري”، التي تأسست عام 1995 وتدير 209 مليارات دولار حتى نهاية يونيو، رائدة في الاستثمار في الديون المتعثرة. وسيواصل المؤسس المشارك هوارد ماركس عضويته في مجلس إدارة بروكفيلد، بينما سيتولى روبرت أوليري وآرمين بانوسيان قيادة قطاع الائتمان في الشركة. ومن المتوقع إغلاق الصفقة في الربع الأول من 2026.
نداء الهامش - Margin Call
هو مصطلح يستخدم في عالم الاستثمار لوصف إشعار يصدر من الوسيط للمستثمر عندما تنخفض قيمة حسابه بسبب الخسائر لتصل إلى حدّ أدنى محدد. يطلب الوسيط حينها إيداع أموال إضافية أو بيع بعض الأصول لإعادة الحساب إلى مستوى الأمان المطلوب. تجاهل النداء قد يؤدي لتصفية المركز تلقائيًا وخسارة الاستثمار.
