أسبوع تقني عالمي يشهد إطلاق بايدو نموذجها الجديد Ernie 5.0، وتحركات استثمارية نحو بناء مراكز بيانات في السعودية والولايات المتحدة، إلى جانب حزمة أدوات ذكاء اصطناعي متطورة من Google Maps تعزز تفاعل المستخدمين والمطورين.
أطلقت شركة Baidu أحدث نسخة من نموذجها الرائد Ernie 5.0، في محاولة للحفاظ على موقعها وسط المنافسة المحتدمة في سوق الذكاء الاصطناعي الصيني. وأكد المؤسس روبن لي خلال مؤتمر الشركة السنوي في بكين أن النموذج الجديد قادر على فهم أوامر المستخدم عبر النص والصوت والصورة.
وفي سلسلة اختبارات عرضتها Baidu على المسرح، تنافس Ernie 5.0 مع نماذج مثل DeepSeek و Google Gemini وGPT-5 في قدرات اللغة والصوت والرؤية. ورغم أنه لم يحقق أعلى النتائج، حاولت الشركة إبراز قدرتها على مجاراة اللاعبين الكبار.
تواجه Baidu ضغوطًا متزايدة من النماذج مفتوحة المصدر وتطبيقات الذكاء الاصطناعي الجديدة، وانتقد لي ما وصفه بـ “الهيكل غير الصحي” في قطاع الذكاء الاصطناعي حيث تستفيد شركات الشرائح أكثر من مطوري النماذج والتطبيقات، مؤكدًا أن القيمة الحقيقية يجب أن تتضاعف كلما ارتفع مستوى التقنية.
كما أعلنت الشركة عن تطوير شريحتين جديدتين ستُطرحان في 2026 و2027، إضافةً إلى أدوات صناعية تعتمد على الوكلاء الذكيين ومنتجات تستهدف الأسواق العالمية. ورغم بدايتها القوية في سباق الذكاء الاصطناعي، تجد Baidu نفسها اليوم تطارد منافسين أكثر سرعة وابتكارًا مثل ByteDance و Alibaba.
تدرس مجموعة NTT Data اليابانية في إنشاء مراكز بيانات داخل السعودية، في خطوة تهدف للاستفادة من الزخم المتزايد حول تقنيات الذكاء الاصطناعي في المملكة. وقال الرئيس التنفيذي أبهيجيت دوباي إن الشركة تدرس فرصًا متعددة في السوق السعودي، خصوصًا مع اتساع الفجوة بين الطموحات الضخمة للمشاريع الوطنية والقدرات الحالية للبنية التحتية.
وأوضح دوباي خلال زيارته للرياض أن الاهتمام المتنامي بالذكاء الاصطناعي هو السبب الرئيسي لوجوده في المملكة، مؤكدًا أن 70% من ميزانية NTT Data في الشرق الأوسط مخصصة للسوق السعودي. الشركة تعمل بالفعل مع مطوري مشاريع كبرى مثل نيوم وتشارك في تطوير بنى تحتية حيوية، بما في ذلك مشاريع الملاعب، لكن لم تُتخذ أي قرارات نهائية بشأن بناء مراكز بيانات جديدة.
السعودية بدورها تواصل تعزيز موقعها كمركز عالمي للتقنية والاستثمار، مع تركيز كبير على الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية. فقد أطلقت هذا العام شركة Humain الوطنية المتخصصة بالذكاء الاصطناعي، والتي بدأت بعقد شراكات مع مؤسسات عالمية مثل Blackstone، في حين أبدت شركات أخرى مثل BlackRock اهتمامها بالدخول إلى السوق.
خطوة NTT Data تأتي في سياق اهتمام عالمي متزايد بالاستثمار في البنية التحتية الرقمية المتطورة داخل المملكة.
وقعت Anthropic اتفاقية ضخمة مع شركة Fluidstack البريطانية المتخصصة في neocloud، لبناء مراكز بيانات مخصصة للذكاء الاصطناعي داخل الولايات المتحدة، بميزانية تصل إلى 50 مليار دولار. وستقام المراكز في تكساس ونيويورك على أن تبدأ العمل تدريجيًا خلال عام 2026، مع تصميم مخصص بالكامل لتلبية متطلبات تشغيل نماذج Claude عالية الاستهلاك للحوسبة.
وقال الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس داريو آمودي إن البنية التحتية الجديدة ضرورية لدعم نماذج قادرة على تسريع الاكتشاف العلمي وحل المشكلات المعقدة، مؤكدًا أن الوصول لهذه المرحلة يتطلب قدرات حوسبة تتجاوز ما هو متاح اليوم. رغم شراكات Anthropic الحالية مع Google و Amazon، تُعد هذه الخطوة أول توسع كبير نحو بناء مراكز خاصة بها.
ورغم ضخامة تمويل الـ50 مليار دولار، إلا أنه يبقى أقل بكثير من مشاريع منافسين مثل Meta التي تخطط لإنفاق 600 مليار دولار، أو مشروع Stargate بين SoftBank وOpenAI وOracle بقيمة 500 مليار دولار، ما يعزز المخاوف المتزايدة حول فقاعة الإنفاق الضخم على الذكاء الاصطناعي.
أما Fluidstack، التي تأسست عام 2017، فتعد من أبرز المستفيدين من هذا التوجه، بعد أن أصبحت شريكًا رئيسيًا لمشاريع كبرى تشمل Meta و Mistral، وحصلت مبكرًا على ثقة Google عبر منحها وصولًا إلى وحدات TPU المخصصة.
كشفت Google Maps عن مجموعة جديدة من الميزات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، تشمل builder agent و MCP server، بهدف تمكين المطورين والمستخدمين من إنشاء مشاريع تفاعلية تعتمد على بيانات الخرائط بسهولة أكبر. وأوضحت الشركة أنها تستخدم نماذج Gemini لتشغيل هذه الأدوات الجديدة.
أبرز هذه الأدوات هو builder agent، الذي يتيح — مثل مساعدي البرمجة الآخرين — إنشاء نماذج أولية تفاعلية بمجرد وصفها نصيًا. يمكن للمستخدم كتابة أوامر مثل: “أنشئ جولة Street View لمدينة”، أو “اصنع خريطة تُظهر حالة الطقس لحظيًا”، أو “أعرض الفنادق الصديقة للحيوانات الأليفة”. وبعد توليد الكود، يمكن تصديره أو اختباره باستخدام مفاتيح API الخاصة بالمطور أو تعديله عبر Firebase Studio. ويتضمن نفس النظام styling agent لصناعة خرائط مخصصة بتنسيقات وألوان تناسب الهوية البصرية للعلامات التجارية.
إلى جانب ذلك، تقدم Google ميزة Grounding Lite، التي تتيح ربط نماذج الذكاء الاصطناعي ببيانات الخرائط عبر بروتوكول Model Context Protocol (MCP)، ما يسمح للمساعدين بالإجابة على أسئلة مثل: “أين أقرب بقالة؟” مع عرض الإجابة عبر Contextual View بصيغة قائمة أو خريطة أو نموذج ثلاثي الأبعاد.
كما أضافت Google أداة MCP server لربط المساعدات الذكية بتوثيق Google Maps، مما يسهل على المطورين الحصول على إرشادات مباشرة عند استخدام واجهات خرائط Google.
Zero-shot Learning - التعلم دون أمثلة سابقة
هو أسلوب في الذكاء الاصطناعي يتيح للنموذج تنفيذ مهام لم يتدرب عليها مباشرة، بالاعتماد على المعرفة العامة والعلاقات بين المفاهيم.
