أطلقت السعودية منصة "تورايز" لتوحيد الجهود السياحية بين القطاعين العام والخاص، وتعزيز الابتكار والاستثمار. وتهدف المنصة لسد فجوة تقنية في البنية السياحية العالمية. توقعت المنصة وصول الإنفاق العالمي على السياحة إلى 2.1 تريليون دولار في 2025، مع تزايد الاهتمام بالفعاليات الترفيهية. وأشادت جهات دولية بدور السعودية، مع ارتفاع مساهمة السياحة في الناتج المحلي إلى 10%، وتوقعات بوصولها إلى 14% وتوفير 3 ملايين وظيفة بحلول 2035.
أكد الدكتور بندر الجعيد، الكاتب والمحلل الاقتصادي، أن التأشيرة السياحية شكّلت نقطة تحوّل في قطاع السياحة السعودي، وساهمت بشكل مباشر في زيادة أعداد الزوار القادمين إلى المملكة خلال الفترة الأخيرة.
وفي حديثه لقناة "العربية"، أوضح أن تطوير منظومة التأشيرات واعتماد التحول الرقمي سهّل إجراءات الدخول وجعل التجربة السياحية أكثر سلاسة، وهو ما انعكس إيجابًا على تنافسية السعودية مقارنة بوجهات إقليمية أخرى.
وأشار إلى أن تنوع المنتجات السياحية في المملكة، من البحر الأحمر إلى العلا والدرعية، ساهم في تعزيز هذه الجاذبية، إلى جانب المشاريع الكبرى في البحر الأحمر التي تقدم تجارب سياحية راقية تجمع بين الفخامة والطبيعة والتراث.
وشدّد الجعيد على أن هذه القفزة لم تكن ممكنة دون الاستثمار القوي في البنية التحتية الرقمية والأنظمة الذكية، التي ساهمت في تسهيل الحجز والدفع والتخطيط للرحلات إلكترونيًا.
كما أشار إلى أن هذه الإنجازات تأتي ضمن أهداف رؤية السعودية 2030، التي تسعى لجذب 100 مليون زيارة سنويًا، ورفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي. وأكد أن التأشيرة السياحية أصبحت نموذجًا ناجحًا للإدارة الحديثة، ومفتاحًا لتغيير الصورة الذهنية عن السعودية كوجهة سياحية منفتحة ومتطورة.
وفي ختام حديثه، دعا إلى الاستمرار في الابتكار وتطوير التشريعات الداعمة، واستهداف فئات جديدة من الزوار، بما يعزز من مكانة المملكة على خارطة السياحة العالمية.
سجلت السياحة السعودية نتائج إيجابية خلال الربع الأول من 2025، مع ارتفاع معدل إشغال الفنادق إلى 63% مقارنة بـ 60.9% في نفس الفترة من العام الماضي، في حين انخفض إشغال الشقق المخدومة إلى 50.7%. وشهد القطاع نموًا كبيرًا في البنية التحتية، حيث ارتفع عدد المرافق السياحية المرخصة بنسبة 78% ليصل إلى 4,988 مرفقًا، منها 2,414 فندقًا و2,574 شقة مخدومة.
على صعيد الأسعار، تراجع متوسط سعر الغرف الفندقية بنسبة 3.4% ليصل إلى 477 ريالًا، بينما ارتفع متوسط أسعار الشقق المخدومة بنسبة 7.2% ليبلغ 209 ريالات. أما مدة الإقامة، فبقيت مستقرة في الفنادق عند 4.1 ليلة، مقابل انخفاض طفيف في الشقق إلى 2.1 ليلة.
في جانب التوظيف، ارتفع عدد العاملين في القطاع السياحي إلى 983 ألف عامل، بنمو 4.1%، يشكل السعوديون منهم 24.8%. ورغم النمو في أعداد العاملين، تراجعت نسبة مساهمة السياحة في إجمالي التوظيف إلى 5.4%، ما يعكس تسارع نمو القطاعات الاقتصادية الأخرى ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030.
واحة الأحساء، الواقعة في المنطقة الشرقية بالسعودية، تُعدّ من أكبر الواحات الطبيعية في العالم، وتضم أكثر من 2.5 مليون نخلة، مما منحها شهرة عالمية ودخولها موسوعة غينيس. تتميّز الواحة بتراثها العريق الذي يمتد من العصر الحجري حتى العصور الإسلامية، وتضم معالم بارزة مثل جبل القارة وبحيرة الأصفر، إضافة إلى مواقع تاريخية كقصر إبراهيم وبيت البيعة ومسجد جواثا. تُعرف الأحساء بزراعتها الثرية وأرزّها الحساوي، وأسواقها الشعبية مثل سوق القيصيرية وسوق الخميس، كما أنها سجلت في قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 2018، وانضمت إلى شبكة المدن المبدعة، واختيرت عاصمة السياحة العربية 2019 لما تملكه من هوية ثقافية، تراثية، وطبيعية استثنائية.