
شهدت المملكة إنجازات ثقافية وسياحية بارزة بانضمام ثلاث مدن جديدة إلى شبكة مدن التعلم التابعة لليونسكو، وفوز العُلا بجائزة أفضل مشروع للسياحة الثقافية عالميًا، إلى جانب افتتاح متحف البحر الأحمر في جدة التاريخية ضمن جهود إحياء التراث الوطني.
اعتمدت منظمة اليونيسكو ثلاث مدن سعودية جديدة: العلا، المدينة المنورة، ورياض الخبراء في منطقة القصيم، للانضمام إلى شبكة اليونيسكو العالمية لمدن التعلّم. جاء ذلك عقب استيفاء المدن للمعايير الدولية التي تدمج التعلم في الحياة اليومية عبر المدارس، أماكن العمل، المرافق العامة، والمنازل
أوضحت اليونيسكو أن المدن المنضمة تمثل مجتمعات تعليمية ديناميكية. وفرت هذه المدن فرصاً شاملة لإعادة تأهيل القوى العاملة ورفع مهاراتها لمواكبة أسواق العمل المتقدمة. كما عززت مهارات القراءة والكتابة للفئات التي فاتها التعليم في المراحل المبكرة. ومكّنت المواطنين من مختلف الأعمار من التكيف مع متطلبات عصر الذكاء الاصطناعي، ورسخت ثقافة ريادة الأعمال
بهذا، يرتفع عدد المدن السعودية المعتمدة ضمن شبكة مدن التعلم العالمية إلى ثماني مدن، وهي: الجبيل، وينبع، والمدينة المنورة، والأحساء، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية، والرياض، والعلا، ورياض الخبراء

حصدت محافظة العُلا لقب “أفضل مشروع للسياحة الثقافية في العالم لعام 2025” ضمن جوائز السفر العالمية لهذا العام، في إنجازٍ يعزّز مكانتها وجهةً عالميةً للثقافة والتراث والاستكشاف، ويؤكد ريادتها المتنامية في تقديم تجارب ثقافية متكاملة تستند إلى إرثها الإنساني الفريد وطبيعتها الاستثنائية
ويُعد هذا التكريم من أرفع الجوائز في الحفل السنوي والأعلى تقديرًا في قطاع السفر عالميًا، إذ نالت العُلا اللقب بعد حصولها على أعلى عدد من الأصوات من نخبة الخبراء الدوليين وكبار التنفيذيين وأبرز منظمي الرحلات ووكلاء السفر المعتمدين
وتُعد جوائز السفر العالمية، التي أُطلقت عام 1993، معيارًا عالميًا للاحتفاء بالتميّز في قطاعات السفر والسياحة والضيافة، وتشمل فئات تنافسية متعددة تمتد من أفضل الفنادق وشركات الطيران إلى أبرز تجارب السفر والضيافة حول العالم

افتتحت هيئة المتاحف السعودية «متحف البحر الأحمر» في مبنى باب البنط التاريخي، ضمن مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، ليكون متحفًا عالميًا يُعنى بتوثيق الإرث المادي وغير المادي والطبيعي للبحر الأحمر، وذلك بحضور الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، والأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة المتاحف
حيث انطلقت الفعاليات بجولات إرشادية في القاعات الدائمة للمتحف، تلاها تدشين المعرض المؤقت الأول بعنوان «بوابة البوابات» للفنان السعودي معاذ العوفي، فيما اختُتمت الأمسية بعرض موسيقي خاص قدّمته فرقة «سيلك رود» بمقطوعات مستوحاة من التنوع الموسيقي لمنطقة البحر الأحمر

تُعد قرية الخُليف في محافظة بيشة من أبرز المواقع الأثرية التي تسلط الضوء على تاريخ المنطقة العريق، حيث تحتضن بقايا حضارة تعود إلى العصور الإسلامية المبكرة
تتميز القرية بمبانيها القديمة المشيدة من الطين والحجر، والتي لا تزال تحتفظ بكثير من تفاصيلها المعمارية، مما يعكس روعة البناء التقليدي ودقّته
وتنتشر في جنبات القرية نقوش إسلامية نادرة بالخط الكوفي، منقوشة على الصخور والجدران، تُعد شاهدًا على الوجود الثقافي والديني في تلك الحقبة
تقع القرية وسط طبيعة صحراوية هادئة، مما يضفي عليها طابعًا تاريخيًا وروحانيًا خاصًا
ورغم أهميتها التاريخية، لا تزال قرية الخُليف غير معروفة للكثير من الزوار، ما يجعلها وجهة مثالية لمحبي الاستكشاف والتاريخ الأصيل