يشهد الاقتصاد الأمريكي سلسلة من التحولات اللافتة، بين إغلاق حكومي طويل الأمد وصفقات مليارية في قطاعات التقنية والعناية الشخصية، إضافة إلى مؤشرات تباطؤ في إنفاق المستهلكين أثّرت على أرباح الشركات الكبرى.
الحكومة الفدرالية الأمريكية أغلقت لمدة 40 يوم وهو يعتبر إغلاق تاريخي للحكومة الأمريكية وتجاوز إغلاق عام 2019 تحت ادارة ترامب كذلك والذي كلف الحكومة 5 مليار دولار.
هذا الإغلاق حتى الان تسبب بتسريح مؤقت لـ900 ألف وظيفة وتكلفة اضافية على الحكومة بقيمة 15 مليار دولار. الاغلاق تسبب بعدم تحويل رواتب الموظفين وتأخر سداد بعض البرامج الحكومية مما تسبب بشح في السيولة في الاسواق وارتفاع للدولار مقابل العملات الاخرى.
ذكر وزير النقل الأمريكي Sean Duffy ان إغلاق الحكومة تسبب بتقليل ساعات العمل لمراقبين الحركة الجوية والذي تسبب بتخفيض عدد الرحلات في امريكا وإغلاق او إلغاء آلاف الرحلات.
الإغلاق حتى الان اثر بشكل مباشر على شركات النقل واثر كذلك على الشركات التي تعتبر معتمدة على المستهلكين من فئة محدودي الدخل بحكم اعتمادهم على دعم حكومي قد توقف بعضه.
من جهة اخرى، إغلاق الحكومة تسبب بإغلاق أجزاء كبيرة من أعمال هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية SEC هذا الإغلاق تسبب بتعطيل عدد الطروحات في الأسواق المالية ويعتبر اثر ايجابي للسوق لتخفيف المعروض القادم ولكن بعد اغلاق السوق قد نرى موجة طروحات قادمة.
أعلنت شركتا أمازون و أوبن إيه آي (OpenAI) عن شراكة استراتيجية متعددة السنوات بقيمة 38 مليار دولار، تهدف إلى تمكين أوبن إيه آي من تشغيل وتوسيع أعمالها في مجال الذكاء الاصطناعي باستخدام بنية AWS التحتية العالمية المتطورة. ستوفر AWS لأوبن إيه آي إمكانية الوصول الفوري والمتزايد إلى خوادم Amazon EC2 UltraServers المزوّدة بمئات الآلاف من وحدات معالجة الرسومات (NVIDIA GPUs)، مع قابلية التوسع إلى عشرات الملايين من وحدات المعالجة المركزية (CPUs) بحلول عام 2026، وبقدرة على التمدد حتى عام 2027 وما بعده.
تم تصميم البنية التحتية الجديدة لتحقيق أعلى كفاءة في معالجة الذكاء الاصطناعي، ودعم مختلف أنواع المهام من تدريب النماذج إلى تشغيل تطبيقات مثل ChatGPT. وأكد سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لأوبن إيه آي، أن “توسيع نطاق الذكاء الاصطناعي المتقدم يتطلب قدرة حوسبة هائلة وموثوقة”، مضيفًا أن هذه الشراكة ستدعم المرحلة القادمة من تطور الذكاء الاصطناعي. فيما أوضح مات غارمان، الرئيس التنفيذي لـAWS، أن البنية التحتية للشركة ستشكل العمود الفقري لطموحات أوبن إيه آي المستقبلية.
أعلنت شركة منتجات العناية الشخصية الأمريكية كيمبرلي كلارك عن استحواذ غير متوقع، وهو استحواذ الشركة على أسهم شركة الأدوية ومنتجات العناية الشخصية كينفيو مقابل 47 مليار دولار.
ما بعد إعلان الاستحواذ ارتفعت أسهم كينفيو ما يقارب 20%، بينما أسهم شركة كيمبرلي كلارك انخفضت 13%، مما يبين أن السوق يرى مخاطرة في هذه الصفقة، خاصة وأن شركة كينفيو لديها صافي ديون بمقدار 8 مليارات دولار، وهذا سوف يضاعف حجم ديون كيمبرلي كلارك الحالي.
ما هي شركة كيمبرلي كلارك:
هي شركة أمريكية تعمل في قطاع منتجات العناية الشخصية وتشمل براندات عالمية ومعروفة مثل مناديل Kleenex الشهيرة، منتجات Kotex للنساء، Huggies Diaper والعديد من المنتجات الشهيرة في القطاع.
الشركة عمرها 153 عامًا ولديها إيرادات سنوية تبلغ 20 مليار دولار.
ما هي شركة كينفيو:
هي شركة أمريكية كانت سابقًا وحدة مملوكة لشركة جونسون آند جونسون، وتم فصلها في عام 2023 بحيث تحتوي الوحدة على مجموعة من العلامات التجارية المعروفة والتي لها عدة سنوات في القطاع مثل غسول الفم Listerine، لصقة Band-Aid، دواء Tylenol، منتجات العناية الشخصية Neutrogena.
الشركة لديها إيرادات سنوية تبلغ 15 مليار دولار.
من المتوقع أن استحواذ كيمبرلي كلارك على كينفيو إذا تم، سوف يخلق شركة جديدة عملاقة في القطاع بحيث تتجاوز إيراداتها السنوية 35 مليار دولار، وبحسب إعلان الشركتين للصفقة، يعتقدون أن دمج العمليات سوف يوفر سنويًا على الشركة ملياري دولار، وهذا سوف يرفع ربحية الشركة بشكل كبير.
أعلنت شركتي ماكدونالدز وشيبوتلي عن مواجهة تحديات من المستهلكين
ماكدونالدز سجلت ارتفاع بسيط في مبيعاتها بالربع الثالث، والسبب كان منتجات مثل Snack Wraps والعروض المخفضة Extra Value Meals، لكن الرئيس التنفيذي كريس كيمبشينسكي حذر إن المستهلكين – خصوصًا في أمريكا – ما زالوا يعانون من الضغط الاقتصادي، ويتوقع إن الوضع يستمر إلى 2026. الزبائن أصحاب الدخل المنخفض قلّت زياراتهم للمطاعم السريعة، وحتى الناس اللي دخلهم أعلى صاروا يدورون على العروض ويحسبون كل ريال.
عشان كذا، ماكدونالدز ركزت على تقديم “قيمة مقابل السعر”، لكنها دفعت ثمن هذه الاستراتيجية غالي. الشركة شاركت الفروع بتكاليف تخفيض الأسعار بحوالي 75 مليون دولار، ودعمت التسويق بـ 40 مليون دولار إضافية، وهذا قلل من أرباحها رغم إن الإيرادات ارتفعت إلى 7.08 مليارات دولار.
أما تشيبوتلي (Chipotle)، فتعاني من نفس المشكلة. مبيعاتها ضعفت لأن المستهلكين ما عاد يصرفون مثل قبل، خصوصًا الشباب اللي تأثروا بزيادة القروض الطلابية وبطء نمو الرواتب. الرئيس التنفيذي قال إن الناس ما عاد يحسون إن الأسعار عادلة حتى لو الأكل بجودة عالية. باختصار، مطاعم أمريكا تواجه تحدي كبير: الناس ما تبغى تصرف، وتبغى تحس إنها تاخذ قيمة حقيقية مقابل كل دولار تدفعه.
التشديد الكمي - Quantitative Tightening
هو عكس التيسير الكمي، ويُعدّ سياسة نقدية يستخدمها البنك المركزي عندما يريد تقليص حجم السيولة في النظام المالي بعد فترات توسّع كبيرة. يتم ذلك عبر بيع الأصول المالية التي كان قد اشتراها سابقًا (مثل السندات الحكومية) أو عدم إعادة استثمار العوائد الناتجة عنها. الهدف هو رفع العوائد طويلة الأجل، وتهدئة النشاط الاقتصادي، وخفض التضخم.
لكن هذه السياسة قد تؤدي إلى تشديد شروط الائتمان وتراجع السيولة في الأسواق المالية، وهو ما قد يضغط على النمو الاقتصادي ويزيد من تقلبات الأسواق.
