شهد هذا الأسبوع توترًا اقتصاديًا عالميًا مع فرض ترامب رسومًا على الصين، وانهيارًا في أسواق العملات الرقمية، وإفلاس شركة سيارات كبرى، واستثمارات ضخمة في منصات الرهان
في تطور مفاجئ يعيد التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 100% على جميع الواردات الصينية بدءًا من 1 نوفمبر 2025، وذلك ردًا على ما وصفه بـ “التحركات العدوانية” من جانب بكين بعد إعلانها قيودًا واسعة على تصدير المعادن النادرة المستخدمة في صناعة أشباه الموصلات والتقنيات المتقدمة.
ترمب أوضح في منشور عبر وسائل التواصل أن القرار يأتي عقب “رسالة عدائية” من الصين إلى المجتمع الدولي، تُعلن فيها نيتها فرض قيود تصديرية شاملة تشمل منتجات لم تُصنع بعد داخل البلاد، واصفًا الخطوة بأنها “عار أخلاقي” و”تهديد للعالم”.
تأتي هذه التطورات بعد يوم من تراجع مؤشرات الأسهم الأمريكية، حيث هبط مؤشر داو جونز بنحو 1.9%، وانخفض S&P 500 بنسبة 2.71%، بينما تراجع ناسداك 3.56%، على خلفية مخاوف المستثمرين من تصعيد تجاري جديد يعيد أجواء الحرب التجارية من فترة ابريل في العام الحالي.
كما أعلن ترمب أن الولايات المتحدة ستفرض قيودًا على تصدير البرمجيات الحيوية، مؤكدًا أن هذه الخطوة “ضرورية لحماية المصالح الوطنية”. وأضاف أن لقاءه المرتقب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال قمة APEC في كوريا الجنوبية قد يكون “على المحك”.
الأسواق تترقب الآن ما إذا كانت بكين سترد بإجراءات مضادة، في وقت يقترب فيه انتهاء الهدنة التجارية بين البلدين، ما يثير مخاوف من موجة جديدة من الاضطرابات في سلاسل الإمداد العالمية وأسعار السلع.
أعلنت شركة First Brands المصنعة لقطع غيار السيارات عن طلبها للإفلاس.
الشركة تُعتبر خاصة، ولذلك البيانات محدودة، ولكن بحسب طلب الإفلاس، لدى الشركة مطلوبات بقيمة تتراوح بين 10 و50 مليار دولار.
كانت الشركة تأخذ تمويلًا على الحسابات المدينة، بحيث تجمع هذه العقود وتبيعها لشركات خارجية أو تحصل على تمويل برهنها.
ويبدو أن الشركة استطاعت الحصول على تمويل عبر رهن العقد نفسه عدة مرات، وبالتالي كانت تُقرض نفسها فوق طاقتها الاستيعابية.
من أبرز المتضررين البنك السويسري الشهير UBS، حيث إن أحد صناديق البنك كان مستثمرًا في قروض الشركة بنسبة عالية من أصول الصندوق.
كذلك البنك الاستثماري الأمريكي Jefferies من المتضررين، بحكم أن البنك كان يمثل شركة First Brands في عدة صفقات، وكان المستشار المالي أيضًا في عدد منها.
تسبب الإفلاس في هبوط عدد من أسهم شركات إدارة الأموال، وبالتحديد الشركات المتعلقة بالتمويل الخاص مثل Apollo وBlackstone.
كذلك، بعد صدور الأخبار، شهدنا هبوطًا في قطاع البنوك الصغيرة في أمريكا، إذ يبدو أن بعض هذه البنوك منكشفة أيضًا على الشركة وقروضها.
وأخيرًا، وزارة العدل الأمريكية تنوي إجراء تحقيق بخصوص إفلاس الشركة وسبب اختفاء مليارات الدولارات من حساباتها.
شهدت أسواق العملات الرقمية انهيارًا حادًا مساء السبت، في واحدة من أقوى جلسات الهبوط اليومية في تاريخها، حيث تراجعت القيمة السوقية بمليارات الدولارات خلال ساعات قليلة. جاء هذا الانهيار بعد إعلان الإدارة الأمريكية فرض رسوم جديدة على الواردات التقنية الصينية، ما تسبب في ذعر واسع بين المستثمرين، خاصة بعد إغلاق الأسواق التقليدية، لتتحمل العملات الرقمية وحدها صدمة الخبر كونها تتداول على مدار الساعة.
هبطت البيتكوين دون 105,000 دولار، بينما فقدت الإيثيريوم وباقي الأصول الكبرى أكثر من 20% من قيمتها نتيجة تصفية مراكز مضاعفة (Leverage) ضخمة تجاوزت 18 مليار دولار. وأوضح خبراء أن موجة البيع القسري أدت إلى تسلسل انحداري من التصفية التلقائية للمراكز، مما ضاعف من حدة الهبوط مقارنة بـ الأسهم الأمريكية التي أغلقت قبل الإعلان.
سجلت بيتكوين أعلى حجم تداول في تاريخها بأكثر من 200 مليار دولار خلال 24 ساعة، وذلك يشمل التداول الأصلي Spot والمشتقات Derivatives.
ورغم العاصفة، ظهرت مؤشرات أولية على الاستقرار التدريجي، مع عودة بعض الطلبات الشرائية، إذ يرى المحللون أن الأسواق بدأت تتوازن بعد ردة الفعل الأولى، في انتظار تطورات إعلان ترامب وردة فعل الصينيين.
أعلنت شركة Intercontinental Exchange، المالكة لسوق أسهم نيويورك (NYSE)، عن استثمار بقيمة ملياري دولار في أسهم شركة Polymarket، للحصول على ملكية بنسبة 25% على تقييم يبلغ 8 مليارات دولار.
تقدم شركة Polymarket منصة للرهانات على جميع الأمور دون استثناء، حيث تشمل رهانات سياسية واقتصادية ورياضية وغيرها من القطاعات.
واشتهرت الشركة عندما توقعت أسواق الرهان فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل المنصات الإعلامية.
أصبحت الآن منصات الرهان مصدرًا لمتابعة آراء الأسواق والجمهور حول من سيكون الرئيس القادم، وما هو توجه الفيدرالي في الاجتماع القادم، وما هي إيرادات شركة تسلا في نتائجها المقبلة.
كذلك، خلال الأسبوع، أعلنت الشركة المنافسة لمنصة Polymarket، وهي شركة Kalshi، عن حصولها على استثمار بقيمة 300 مليون دولار على تقييم 5 مليارات دولار، من أشهر المستثمرين، من أبرزهم صندوق a16z.
هي أداة تسمح للمستثمر باستخدام أموال مقترضة لزيادة حجم استثماره وتحقيق عوائد أكبر، لكنها ترفع المخاطر بنفس القدر. تُستخدم في الأسهم والعملات وغيرها، وغالبًا تُقاس بنسبة مثل 1:10 أو 1:100. أي تحرك معاكس قد يؤدي إلى خسائر مضاعفة أو تصفية فورية.