شهد الأسبوع الماضي إطلاقات كبرى من OpenAI وAnthropic وAdobe، تؤكد انتقال الذكاء الاصطناعي من أداة مساعدة إلى شريك أساسي في التصفح والبرمجة والإبداع.
أعلنت OpenAI يوم الثلاثاء الماضي عن إطلاق ChatGPT Atlas، أول متصفح إنترنت يعتمد كليًا على الذكاء الاصطناعي، في خطوة تهدف لمنافسة Google في مجال البحث والوصول إلى المعلومات.
سيُطرح المتصفح أولًا على أنظمة macOS، مع دعم لاحق لـ Windows وiOS وAndroid، وسيتاح مجانًا لجميع المستخدمين.
تسعى الشركة من خلال Atlas إلى إعادة تعريف تجربة التصفح، إذ يدمج ChatGPT مباشرة داخل المتصفح، مما يسمح للمستخدمين بالتحدث مع نتائج البحث بدلًا من مجرد قراءتها. كما يقدم ميزة اللوحة الجانبية الذكية (Sidecar)، التي تمنح ChatGPT القدرة على فهم المحتوى الظاهر على الشاشة دون الحاجة إلى نسخ النصوص أو الروابط بشكل يدوي وهو ما يجعل التجربة أكثر سلاسة وكفاءة.
إلى جانب ذلك، يوفر Atlas ميزة “تاريخ التصفح الذكي”، بحيث يتعلم ChatGPT من سلوك المستخدم داخل المواقع لتخصيص الإجابات بشكل أذكى، بالإضافة إلى وضع الوكيل (Agent Mode) الذي يمكنه تنفيذ مهام بسيطة داخل المتصفح نيابة عن المستخدم.
وتبرز متصفحات الذكاء الاصطناعي مثل Atlas عن التقليدية بقدرتها على التفاعل والفهم والتعلم من السياق، لا مجرد عرض صفحات ويب، مما قد يمهد لعصر جديد من تصفح الإنترنت أكثر ذكاءً وتخصيصًا.
أطلقت Anthropic يوم الإثنين نسخة الويب من مساعدها البرمجي الذكي Claude Code، الذي يتيح للمطورين إنشاء وإدارة وكلاء برمجة مدعومين بالذكاء الاصطناعي مباشرة من المتصفح.
الإصدار متاح حاليًا لمشتركي خطط Pro و Max، ويمكن الوصول إليه عبر موقع claude.ai أو تطبيق Claude على iOS.
يمثل الإطلاق خطوة لتوسيع Claude Code من أداة (CLI) إلى منصة أكثر سهولة وانتشارًا. تقول Anthropic إنها تهدف إلى جعل المساعد متاحًا “في كل مكان” حيث يعمل المطورون، سواء عبر الويب أو الهاتف.
ومنذ طرحه الواسع في مايو، نما عدد مستخدمي Claude Code بمقدار 10 أضعاف، وأصبح المنتج مسؤولًا عن أكثر من 500 مليون دولار من إيرادات الشركة السنوية. وتُعزى شعبيته إلى دقة نماذج الذكاء الاصطناعي من Anthropic وسهولة استخدامه مقارنة بمنافسيه مثل GitHub Copilot وCursor وChatGPT Code Interpreter.
يتميز Claude Code بقدرته على إنشاء وكلاء برمجيين مستقلين قادرين على كتابة الكود وتصحيحها وتنفيذ المهام ذاتيًا مما يجعل دور المهندس أقرب إلى “مدير للوكلاء” بدلاً من كاتب كود. كما تُعد واجهته المرئية البسيطة ومرونته العالية في التخصيص من أبرز نقاط تفوقه في سوق أدوات البرمجة المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
تعمل OpenAI على مشروع سري يحمل الاسم الرمزي “Mercury”، يهدف إلى تدريب ذكاءها الاصطناعي على بناء النماذج المالية، في خطوة قد تقلل من الساعات الطويلة التي يقضيها المحللون الماليون في إعداد هذه النماذج يدويًا.
يشارك في المشروع أكثر من 100 مصرفي استثماري سابق من مؤسسات مثل Morgan Stanley وGoldman Sachs وJPMorgan، ويتقاضون نحو 150 دولارًا في الساعة مقابل كتابة التعليمات وتطوير النماذج المالية لصفقات مثل الطروحات العامة وإعادة الهيكلة.
يحصل المشاركون أيضًا على وصول مبكر إلى النظام الذي تطوره OpenAI ليقوم بالمهام الأولية في البنوك الاستثمارية، مثل بناء النماذج في Excel وإعداد العروض التقديمية.
يأتي هذا ضمن مساعي OpenAI لتوسيع استخدام تقنياتها في قطاعات مثل الاستشارات والتمويل والقانون والتكنولوجيا، رغم أنها لم تحقق أرباحًا بعد رغم وصول قيمتها إلى 500 مليار دولار.
عملية التقديم للمشروع تتم بالكامل عبر مقابلات واختبارات آلية يديرها ذكاء اصطناعي، وتشمل اختبارًا للنماذج المالية قبل اعتمادها ودمجها في أنظمة OpenAI.
أطلقت Adobe يوم الإثنين خدمة جديدة تحمل اسم Adobe AI Foundry، وهي منصة تتيح للشركات تصميم نماذج ذكاء اصطناعي توليدية مخصصة مبنية على بياناتها وحقوقها الفكرية.
تستند النماذج الجديدة إلى عائلة Firefly التي قدمتها Adobe عام 2023، والمبنية بالكامل على بيانات مرخّصة، ثم تُعاد معالجتها عبر Foundry لتناسب هوية كل عميل بدقة. وتتيح هذه النماذج إنتاج نصوص وصور وفيديوهات ومشاهد ثلاثية الأبعاد بأسلوب متسق مع العلامة التجارية.
يتم تسعير الخدمة بناءً على الاستخدام الفعلي، بخلاف نموذج “الاشتراك” المستخدم في منتجات Adobe الأخرى.
وقالت هانا الصقر نائبة رئيس قسم المشاريع الجديدة للذكاء الاصطناعي في Adobe، إن Foundry جاءت استجابة لطلب الشركات التي “تريد شركاء يساعدونها على دمج الذكاء الاصطناعي في عملياتها الإبداعية”. وأضافت أن النماذج المخصصة تمكّن العلامات التجارية من تكييف حملاتها الإعلانية بسرعة بحسب الموسم أو اللغة أو المنصة.
وأكدت أن الهدف ليس استبدال المبدعين البشريين، بل تمكينهم بأدوات أكثر ذكاءً. وأضافت: “لطالما كان الإنسان محور الإبداع، وFirefly وFoundry مجرد مرحلة جديدة من تمكينه لرواية قصصه بأسلوب أكثر تأثيرًا واتساقًا مع هوية العلامة”.
Overfitting - فرط التكيف
مصطلح في تعلم الآلة يعني أن النموذج تعلّم بيانات التدريب بشكل مبالغ فيه، حتى حفظ التفاصيل والأخطاء الموجودة فيها. هذا يجعله يحقق نتائج ممتازة على البيانات التي تدرب عليها، لكنه يضعف عند اختبار بيانات جديدة لم يرها من قبل.
